** لم يمض على استلام الدكتور محمد بن سليمان الجاسر منصبه كمحافظ لمؤسسة النقد العربي السعودي سوى عام وبضعة أشهر، وإن عمل قبلها نائبا للمحافظ سنوات. مع أن هذا لا يغير من الأمر شيئا، لأن عقيدتنا الإدارية لا تحمل المسؤول الثاني أية تبعات، فالمفهوم الإداري السائد يعتمد مركزية القرار في الغالب الأعم. الخلفية المهنية للدكتور الجاسر تدل على ملاءة مهنية عالية، فقد عمل قبل حصوله على درجة الدكتوراة عام 1986م في مناصب اقتصادية وقيادية هامة في وزارة المالية، وبعدها في صندوق النقد الدولي كمدير تنفيذي مناوب، وكلها تشير إلى مساحة كبيرة من التفاؤل في مستقبل المؤسسة، لكنني أعتقد أن استراتيجية العمل لن تختلف، غير أني أظن أن آلياتها ستتطور وستتقلص المركزية السائدة نسبيا، أو هذا ما نتمناه؟ ما يهمني طرحه هنا هو علاقة البنوك بعملائها، وتحديدا البسطاء من المواطنين والمقيمين، وهم صلب السؤال الذي احتل العنوان. أين تقف المؤسسة من هذه العلاقة؟ الإجابة الجاهزة لدى معظم المتعاملين مع البنوك من هذه الفئة أنهم مهمشون عند المؤسسة وآلياتها، مثل لجنة تسوية المنازعات المصرفية، إذ أن الحرص الزائد هو على البنوك، ولهذا فهم ضحايا دائمون لها تفترسهم دون أن تسمي عليهم، والمؤسسة العتيدة تتفرج، وكأنها غير معنية بهم أو مسؤولة عن حمايتهم؟! وهو جواب فيه الكثير من الحقيقة أكدها معالي المحافظ شخصيا، بتصريحه للقناة العربية على هامش مؤتمر صندوق النقد الدولي الأخير، عندما أبدى سعادته بأرباح البنوك السعودية، وأنها الأفضل على مستوى العالم رغم الأزمة العالمية! وإن لم يوضح معاليه هل ذلك لأن بنوكنا أكثر مهنية وعراقة من البنوك العالمية، أم لأنها تنهش في لحوم الغلابى بعائدات مرتفعة؟! وهذا التصريح منح البنوك دعما جديدا للاستمرار في سياستها مع عملائها لتزداد أرباحها وملاءتها المالية، تحت رعاية وحماية المؤسسة، باعتبار البنوك عماد الاقتصاد الوطني، أما المواطن فهو الوقود الذي يمدها بالحياة والنماء، وليذهب هو وطموحه في أن يعيش مستورا على الأقل. ولا تجره البنوك التي أغرته في البداية وكبلته بما لا يستطيع مقاومته ليكون في النهاية عبرة لغيره..؟! فالحياة في مفهوم الهوامير أن القانون لا يحمي المغفلين؟! وما أكثرهم في هذه الأيام، فآليات العصر تدفع من يملك ومن لا يملك إلى التمدد بما يزيد على حجم لحافه.
****
وسوسة: وما دمنا في البنوك، هناك اقتراح من الصديق عبد المعطي عبد اللطيف عن مسمى بنك الذي يطلق على بنك التنمية الإسلامي، يقول: لماذا لا يطلق عليه: صندوق التنمية الإسلامي بدل بنك، وهو لا يمارس عملياته، وإنما يمارس دور الصندوق، على غرار صندوق النقد الدولي؟! والاقتراح موجة لمنظمة المؤتمر الإسلامي ورئيس بنك (صندوق) التنمية الإسلامي؟!
«مستشار إعلامي»
ص. ب 13237 جدة 21493 ــ فاكس 026653126
للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 الاتصالات أو الرقم 636250 موبايلي أو الرقم 737701 زين تبدأ بالرمز 257 مسـافة ثم الرسـالة